عقائد الأنمي

فريق بانيات
فريق بانيات 48 مشاهدات 4 دقيقة للقراءة

أ.ناهد طليمات

من أكبر التحديات التي تواجه المربي وتسبب له قلقًا كبيرًا هي العقائد الدخيلة على المجتمع الإسلامي، التي تهدم العقيدة الإسلامية في نفس الطفل، أو الشاب المتلقي إذا لم يقم المربي بالتصدي لها، ونشر الوعي حيالها، بالقدر الذي يتناسب مع انتشارها وتغلغلها في المجتمع وتسللها إلى عقول جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب، والأطفال ذكورًا، وإناثًا. 

وفي هذه المقالة، أخص الحديث بتأثر الفتيات بهذه العقائد الغريبة عن المبادئ التي تربّين عليها، ودور المربية المسؤولة عن تربية الفتيات، سواء أكانت أمًّا، أم أختًا، أم معلمةً. 

من الضروري أن تكون المربية على دراية بالأفكار التي تتسرب إلى عقول وقلوب الفتيات عبر القنوات الفضائية، وقنوات اليوتيوب، ووسائل التواصل الاجتماعي، والكتب، والروايات، والمجلات، وغيرها من منافذ نشر العقائد الدخيلة. 

كما ينبغي على المربية توعية الفتيات بكل ما يُعرض عليهنّ، وتقديم النصح والتوجيه، وتصحيح الأفكار الخاطئة، وتعزيز العقيدة الصحيحة.

تُعد الرسوم المتحركة (الأنمي) أحد المصادر الخطيرة التي يغفل عنها أكثر المربين والمربيات، إذ أصبحت مكتظةً بالعقائد والأفكار المنحرفة التي تدعو إلى الشرك والإلحاد، والتطبيع مع الشيطان، وممارسة تدريبات الطاقة الكونية القائمة على الدجل والسحر. 

سأستعرض باختصار ما تبثه هذه المسلسلات من أفكار قد تؤثر على الفتيات المراهقات، حتى تكون المربية على علم بكل ما تتلقاه الفتيات من مسلسلات الرسوم المتحركة.

  1. تعدد الآلهة وتجسيد المرأة للآلهة: يظهر الأنمي آلهة متعددة تمثلها في الغالب فتيات مراهقات جميلات. يزداد الأمر سوءًا عندما تكون الفتيات ساحرات، كما في أنمي الفتيات الخارقات، حيث تمثل كل فتاة إلهةً معينةً، وتتحكم في الكون من خلال السحر، وامتلاكها قوى الطاقة الكونية التي تعينها على أفعال السحر والتصرف في جميع الموجودات، وكأنها الخالق المدبر للكون. 

فالطاقة الكونية في حقيقتها عقيدة باطنية قادمة من الديانات الشرقية التي تؤمن بمبدأ وحدة الوجود، وتعتبر الطاقة هي الإله الخالق للكون والمدبر له. 

وهذه المفاهيم تعج بها مسلسلات الرسوم المتحركة، وتشرح جميع أفكارها وتطبيقاتها، مما يتعارض مع الإيمان بالقدر الذي لا يملكه إلا الله تعالى.

2. إله الموت: في أنمي “بليتش”، يُصور إله الموت ككائن يقرر مصير الأرواح، مما يخلق تصورًا خاطئًا عن ملك الموت الذي يقبض الأرواح بأمر الله. الشينيغامي (إله الموت) في الأنمي يتخذ قرارات حول مصير الروح، مما يؤثر على عقيدة الفتاة المسلمة التي تؤمن بوجود ملك الموت الذي يقبض الأرواح بأمر الله، ويشكل لديها تصورًا غير صحيح عن شكل وأفعال ملك الموت.

3. تجسيد الآلهة ككائنات بشرية أو وحوش: يُعرض في الأنمي تجسيد الآلهة ككائنات بشرية أو وحوش، مما يقلل من هيبة الإله في نفوس المشاهدين.

أحيانًا يُستخدم الأنمي لانتقاد الإله أو الشك في وجوده، مما قد يقود الفتاة للشك في الخالق عز وجل.

4. التطبيع مع الشيطان: يعرض الأنمي بعض الشخصيات التي تُظهر الشيطان كمخلوق بريء أو حكيم، مما قد يؤدي إلى تعاطف الفتاة مع الشيطان وتساؤلها عن الحاجة للاستعاذة منه. يظهر الشيطان في أنمي “نيفريلاند” كمخلوق لم يكن معاديًا للإنسان في الأصل، ويصبح حليفًا محبًا، مما قد يؤدي إلى تعاطف الفتاة مع الشيطان وتقبل عبادته كدين.

5. عقيدة وحدة الأديان: في أنمي “بليتش”، يُعرض شخصية مايتريا التي تُعتبر المسيح المنتظر من وجهة نظر عدة ديانات، مما يروج لمفهوم وحدة الأديان الذي يتعارض مع عقيدة الإسلام.

6. الصداقة المحرمة: يُعرض في بعض الأنميات علاقات غير مشروعة، مما يضعف القيم الأخلاقية والحياء لدى المشاهدين. في أنمي “سيراف النهاية”، يُشترط على البطل تكوين علاقة محرمة للانضمام إلى جيش الشيطان، مما يؤثر سلبًا على تصور الفتيات حول العلاقات والأخلاق.

إن التوعية والتوجيه أمران ضروريان للمربين لمواجهة التحديات التي تطرأ على الفتيات بسبب هذه الأفكار الدخيلة.

شارك هذه المادة
ترك التعليق