السؤال:
السلام عليكم..
سؤالي هو كيف نوثق علاقتها بربها والخوف منه والرقابة الذاتية؟
الجواب:
عشرون طريقة لغرس الرقابة الذاتية «2»
من أكثر الأسئلة التي ترد المختصين والمهتمين بالتربية، كيف يمكن أن يمتلك ولدي القدرة على التحكم في انفعالاته أمام ضغط الغريزة وتدفق المواد التي تستثيرها، وكيف يمتلك القرار أمام من يحاول اجتذابه إلى فكرة غير سوية، ربما يجد لهاـ بسبب جهله- مسوغا، أو أنها قابلة للتفكير، وقد تستجيب لها نزعة منحرفة في داخله، أو تتسق مع طبيعة المرحلة التي يمرُّ بها، كمرحلة الطفولة التي تتسم بالتقبل السريع والاقتداء، أو المراهقة التي تتسم بحب التمحور حول شخصية جاذبة، والانتماء إلى مجموعة.
هناك أكثر من موضوع له علاقة بهذه القضية المؤرقة، ولكن تبقى (الرقابة الذاتية) رأس الأمر، فلو امتلك الناشئ زمام نفسه، لما قاده أحد إلى ما يريد دون فطنة وتعقل. وقد طرحت عشر وسائل لغرس الرقابة الذاتية في الجزء الأول من هذه المقالة ، وأكملها هنا، إسهاماً في زيادة الكفاءة التربوية لدى المربين والمربيات:
الحادية عشرة: تذكير الأولاد بأن كل ما يصنعه الولد يعود على الوالد بالخير، ويُخشى أن يعود استخدامه ما يمنحه له من أدوات في الشر أن يعود على مربيه بالشر؛ واستثمار قيمة (البر) وحب الوالدين والوفاء لهما.
الثانية عشرة: أن يقوم الولد أو الطالب بعمل بحث في: (الرقابة الذاتية)، أو يحفظ بعض النصوص الجميلة المؤثرة؛ مثل: قصة أصحاب الغار، وكيف تركوا رغباتهم في المال والجنس والنوم، من أجل الله تعالى، وبعض الأشعار؛ مثل القصيدة التي فيها: إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب.. إلخ.
الثالثة عشرة: إشعار الولد بقيمته العظيمة عند ربه، وعند مربيه، وأنه أكرم من أن يلوث عينيه أو حواسه بالقاذورات التي تعرض عليه ابتغاء إذلاله بها، وابتزازه عاطفيا وماليا، كما يصنع المنحلون، أو اختطافه فكريا أو عقائديا، كما يصنع التكفيريون والإلحاديون.
الرابعة عشرة: الثناء على المواقف التي يظهر فيها نجاحه في تحقيق الأثر للرقابة الذاتية، كأن يرفض رشوة، أو يعيد حقا إلى صاحبه، أو يكشف مجرما.
الخامسة عشرة: طرح سؤال: هل يشرفك أن تلقى ربك بهذا المخزون الذي تحتويه أجهزتك؟ ماذا لو اطلع أحبابك عليها بعد أن تغادرهم؟!
السادسة عشرة: لفت نظره إلى ماذا سيحدث للذين لا يراقبون الله تعالى يوم القيامة؟ فالحديث أخرجه ابن ماجه في سننه عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضًا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورًا». قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها» [رواته ثقات].
السابعة عشرة: تكوين عاطفة إيمانية قوية دافعة إلى الرقابة الذاتية بدافعين: الحب والخوف، فهما من أعظم الدوافع والحوافز، يقول د. الكسيس كارك عن أثرهما في السلوك: «وليس سوى عاطفتين قادرتين على البناء، هما الحب والخوف، فالحب وحده هو الذي يملك القدرة على نسف الأسوار التي تتحصن أثرتنا خلفها، وفي وسعه أن يلهب فينا الحماسة ويجعلنا نسير مبتهجين في طريق التضحية الأليم؛ لأن التضحية أمر لابد منه للسمو بالحياة» والخوف دافع مضاد، يمنعنا من الوقوع في الخطأ خشية ما يترتب عليه مما نكره، «نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم»، بهذا التوازن تُبنى الرقابة في النفس.
الثامنة عشرة: الطمأنينة والوحشة تتعاقبان بمقادير تابعة للرقابة الذاتية، «إن في القلب شعثا لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته».
التاسعة عشرة: من نقيت سريرته رُفع عند الله ذكرُه، وطابت عند الناس سيرتُه، وأحبه اللهُ وخلقه، ووُضع له القبول في الأرض.
العشرون: الدعاء، فإن الرقابة الذاتية عبادة خفية، بين العبد وربه، ودعاء الوالد لولده مستجاب، فليهتف بمثل: «ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما». الله ربِّ لي ولدي، واحفظهم من شياطين الإنس والجن.
تلك عشرون كاملة، والعدد ليس مقصوداً هنا، وكلما نوعنا في الوسائل كسبنا نشاط الرقابة الذاتية أكثر.
قد يهمك أيضاً: